السبت، 19 أكتوبر 2013

ليالي فيروز الحزينة 1 - كيفك انت


المشهد يبدأ كالتالي .. في مطار ما ، أنتظر ركوب طائرتي العائدة الي مصر يوم إعلان الانقلاب 3 يوليو .. تتأخر الطائرة لأربع ساعات وأنا في سباق محموم مع الانترنت في انتظار بيان الجيش ، غير أن البيان لم يقال الا بعد ركوب الطائرة ربما بساعة .. أصل الي أرض الوطن فيتحدث كابتن الطائرة الي الركاب " وصلنا الآن الي مطار القاهرة .. درجة الحرارة بالخارج كذا والساعة الان التاسعة مساء " ثم يتوقف لثواني ويعود فيقول " حمدلله عالسلامة يا جماعة وصولكم مصر الجديدة .. مبروك علينا كلنا رجوعنا لمصر ورجوع مصر لينا .. احنا دلوقتي في مصر الجديدة اللي رجعتلنا " يقولها بفرحة تظهر في نغمة صوته ..
-
المشهد الثاني بعد الانقلاب بشهرين .. في مطار القاهرة ، مسافراً خارج البلد لا أعرف هل أتمنى العودة لها سريعاً أم لا .. لأول مرة يختلط علي ذلك الشعور .. في السابق كنت لا أطيق فكرة البقاء في الخارج .. اليوم أصبح الأمر مربك ومحير ونسبي ومقبول وجيد في آن واحد .. في الطابور الخاص للمصريين فقط ، يقف شاب في الثلاثينات وتقف خلفه سيده معها 3 ابناء .. يأتي دوره فيسمح للسيدة ان تأخذ دوره .. فجأة يصرخ الظابط "انت ياله هتجامل .. هتجاملها على حسابنا .. فاكر نفسك في قهوة ياله انت .. طب غور بقى ارجع في اخر الطابور من اوله " فجأة يتطوع ظابط آخر بالقبض على ذلك الشاب سائلا الباشا الظباط ماله دا يا باشا ؟ ويأتي الرد صاعقا .. دا مستفز .. يتم القبض على الشاب وايداعه بمكتب التحريات !!! هكذا ببساطة وأنا في حالة ذهول من كل ما حصل لا أفهم غير شئ واحد انهم ينتقموا من المصريين كلهم  .. في تلك اللحظة تحديدا ادرك كلام الكابتن .. إن فعلا مصر رجعتلهم .. مصر الجديدة ! وتتغير قناعاتي بنسبة عن البقاء في الخارج !
-
في الطائرة أستمع الي فيروز .. لا أعرف  كيف تعلمت فيروز الغناء ما أتخيله أنها وجدت نفسها تغني .. هكذا بدون مقدمات .. فيروز  التي يملأ صوتها كل المشاعر النسبية والمترددة والمتأججة التي تتناسب مع كل حالاتي النفسية المتقلبة والمتجددة والمضطربة والمفعمة بالصمت .. لا أعرف تحديداً ماذا كانت تريد فيروز أن تقول في أغنية كيفك أنت ! هل كانت تعاني وحدة وغربة وقهر في زمن لم اعيشه حاولت فيه الهرب الي السؤال عن الاحبه .. لعل احوال الاحبة تفضفض عن واقع مؤلم تعيشه بطلة تلك الاغنية .. كيفك إنت ؟
لأن السؤال لم يكن عن شئ يخصها أو يربطها به .. لم يكن هل مازال يحبها أم لا .. لم يكن عن احتمالية رجوعه او انتفاء احلام العودة .. السؤال لم يكن به أي مصلحة .. فقط كان سؤال لله .. محاولة للاطمئنان في وقت ربما فقدت فيه الاطمئنان ! فقط السؤال كان كيفك أنت ؟ ولا شئ آخر
-
وانا أسافر هذه المرة كانت تشعر أمي أنني قد لا أعود .. أو انني قد أعود سريعا لكن محملا بقرارات تفضي برحيلي الحتمي بلا عودة .. لكن المشكلة لا تكمن أبداً فيما يخصني ولكن في الذين رحلوا .. الذين رحلوا وتركونا نعاني مرارة تلك الايام الذين استشهدوا وتركونا وحدنا والذين هاجروا بحثاً عن مخرج لن يتسع ابداً للجميع .. ولأن لكل هؤلاء الذين رحلوا أمهات يتسائلن تماما كما تتسائل امي .. أو يتحسرن لزم السؤال لله كيفك إنت ؟
-
هل كانت تدرك فيروز وهي تغني تلك الاغنية أن الدنيا هتلف تلف ونغنيها كلنا ..
بتذكر أخر مرة شفتك سنتا
بتذكر وقتا أخر كلمة قلتا
و ما عدت شفتك و هلق شفتك
كيفك أنت ملا أنت
ولأن الذكريات عادة ما تنبض بالحياة فلعل بطلة الاغنية هنا كانت تشبهنا او ربما نحن نشبهها في البحث عن الذكريات .. لأن الذكريات وحدها تبقى .. هل تعرفين أنني لم أعد أسمع فيروز كما كنت أسمعها معك في السيارة .. في المرة الاخيرة التي كنا فيها سويا طلبت منك تشغلي فيروز .. لكنك تشاغلتي بالطريق .. ربما لأننا كنا في الطريق للمطار ولا تريدي أن يكون السفر وفيروز معاً لا أعرف هل أردتي أن تحوشي فيروز للأوقات الجيدة التي لا يوجد فيها وداع ولا تكبلنا فيها مرارة الذكريات .. أم أردتي الا تأخذني فيروز منك ولو للحظات وأنت تحوشيني قبل الرحيل .. لكن الاكيد أنني كنت أحوش لحظاتي الأخيرة معك بأغاني فيروز .. لأني سأسافر ولا أجدك لكني سأسمع فيروز كثيرا لأذكرك .. أو ربما لأني كنت ادرك جيداً أن الامور ستتغير بعد هذا الرحيل .. هل تعرفين أنها بالفعل تغيرت ووصلت فوجدت الكابتن يرحب بنا في مصر جديدة لا أعرفها !!
-

كيفك قال و عم بيقولو صار عندك ولاد
أنا و الله كنت مفكرتك براة البلاد
شو بدي بالبلاد الله يخلي الولاد
ويبدو أن فيروز ملت السؤال عنه لفترة لدرجة أن الزمن فات .. لكن كالعادة القهر يتكرر .. والالم كذلك .. فلا يبقى لنا الا الاستئناس بالاحبة .. لكن المؤلم انها عندما عادت لتسأل عنه كانت كل الاحتمالات تبعده أكثر عنها وربما عن الوطن وعن العائلة .. صار عنده ولاد او اصبح خارج البلد بلا عودة !! يا ربي كم في هذا المقطع من ألم ممتد .. في أشد اللحظات ظلمة تبحث عن ذكرى قديمة بحبيب لم تراه منذ زمن ، تتعلق بأي محاولة للنور من خلال معرفة اخباره وأشد ما تتمنى ان يكون مسافر بالخارج فيكون هناك مجرد احتمال ضعيف أن يعود .. لكن الالم يكمن في التفاصيل .. في كونه تغرب .. ومن يسافر يتغير ، يفقد الكثير ، يصبح عادي ، يتزوج ويصير عنده أولاد .. لذلك حتى هذا الاحتمال الذي كانت تمنى نفسها به اختفى والاصعب انها لا تقدر مع عزة نفسها سوى ان تدعو للاولاد .. الله يخلى الولاد !! الم أقل لكم أنها تشبهنا تمام الشبه !
-

بتذكر اخر مرة شو قلتلي
بدك ضلي بدك فيكي تفلي
زعلت بوقتا و ما حللتا
أنو انت هيدا انت
بترجع عراسي رغم العيال و الناس
إنتا الاساسي و بحبك بالأساس
لكن لأن كل الاحتمالات تموت ولأن لا شئ يبقى فالبرغم من كل شئ .. وبالرغم من عزة النفس والظروف والمجتمع ، إلا أن البحث عن فرصة للعيش مع أشخاص نحبهم ولو ليوم واحد يظل مطلب أخير قبل الموت في ظل ذلك القهر اليومي المعتاد .. لذلك تقرر  في النهاية أن تستسلم لأي احتمالات للحياة .. ومع الألم تدرك فجاة بحكمة الزمن ما لم تفهمه زمان في سطوة الشباب .. تفهم فجأة وتقبل الاعذار وتبرر أي شئ للحبيب .. فقط كل ما تتمناه الان هو أن يرجع على راسها رغم العيال والناس .. لماذا أضافت الناس للعيال ؟!! ظل ذلك الامر يؤرقني .. كان يكفي رغم عياله .. لكن لأن الناس أشد قسوة من كل العذابات .. الناس هم العذاب!! لذلك نقرر في النهاية أن نستسلم فقط للاساسي في حياتنا .. الاحباء .. الاصدقاء .. الاهل . فقط لنحظى بفرصة أخرى للحياة .. أو لم أقل لكِ أن فيروز بالرغم من كل ما تحمل من مشاعر الا انها تلائمني تماماً .. تلائم ذلك الحزن العميق الذي يفصلني عنك وعن أمي وعن الوطن حتى وأنا بالقرب منكم جميعاً يظل الحزن يغلفني تماماً كالاستماع لفيروز ! .

الخميس، 19 يناير 2012

مزاج القاهرة

كتاب جديد يحمل اسمي
معرض القاهرة للكتاب 2012
جناح دار دوّن بصالة 3
www.facebook.com/ahmed.mahana.page

الاثنين، 6 سبتمبر 2010

الأمنيات المؤمنة

لا تسألن عن الحياةْ

واسأل عن الشــجن المســـافر بيننا

لا الشمس تشرق فى ربيعك بالضياء

ولا احتمالات الربيع تصير أبداً ممكنة

فتش عن الظل الجريح

عن السفر

عن كـــل احتمالات الضجر

وعن الرفيق

لا أنت تغتال الصديق بداخلى

أبداً ولا كنتُ الصديق

فدع الســــؤال لمن يسل

ودع الوطن

ودع الطـــــــــريق لكــــل من ضل الطريق

وابحث عن المعنى المسافر فى ضجيج القاهرة

وعن اغتيال الذاكرة

وابحث عن العمق المصاحب ألف ضيق بعد ضيق

واقتله

واقتل بداخله الصديق

ما عدت اقدر يا صديقى أن أحيكَ الامنيات المؤمنة

فدع السؤال عن الحياة

واسأل عن احتمالات البقـــاء الممكنة .. المزمنة

وعن الرحيل

---

احمد مهنى

الجمعة، 3 سبتمبر 2010

أثر فى نفسى 2

فى بريدى الالكترونى فولدرات بأسماء خاصة
فولدر باسم العمل وفولدر باسم كتبى وفولدر باسم اراء وأخر احتفظ فيه برسائل خاصه من اشخاص جمعتنى بهم ذكريات
لا اعرف لماذا دفعنى الشغف سهواً لفتح ذلك الفولدر القديم .. المهمل .. والمنفعل بالوحدة والسكون .. بداخله وجدت رسائل مهترئة ربما بفعل الزمن أو النسيان أو التناسى ، وربما اهترأت عمداً بإرادتنا .

فى الايام القليلة الماضية تعلمت أشياء عدة ، أو ربما وهمت نفسى أنى تعلمتها ، عمداً واصراراً على أنى افعل ما أراه مناسباً لى وحدى .. لكن الحقيقة الكلية أنى احاول اقصاء نفسى عن الشعور بالفشل ربما ، أو ربما الكسل ، أو فقد الدافعية

فى الشهور القليلة الماضية تعلمت شرب القهوة صباحا ، أذهب الى العمل ، عادة ما اجد التكييف مغلق ، أديره واطلب كوب النسكافيه المعتاد ، متناسيا أنى لا احب مذاق القهوة بكل أنواعها ، لكن الجميع هنا يفعلون ذلك صباحاً ، لا اعرف فائدة القهوة حقاً لكنى أصبحت أشعر بالانتعاش - واهما - ولا أشك فى انى اذا ذهبت لعمل جديد سوف أظل على تلك العادة الجديدة الغير مبررة

الاشخاص الذين يضايقوننى كنت أتجاهلهم ، لكنى الان أصبحت أطلب منهم عدم مضايقتى ، ليس لأنى اريدهم فقط أن يتوقفوا ولكن أيضاً لأثبت أنى لازلت قادرا على الاعتراض

فى رسائلها المهترئة أخبرتنى انها كتبت فى وصيتها أن اصلى عليها عندما تموت وأشك تمام الشك أن الوصية قائمة
فى رسائلها المهترئة كانت مؤمنة قنوعه صابرة وراضية مهذبة وتعرف حدودها ولازالت

الاشخاص الذين يتربصون بى ، يترصدوننى ، لم يعد يقلقنى تربصهم ، لأنى ببساطة غير مهموم بهم

عندما أوقفنى الخوف من المستقبل عن أخذ القرار بجدية ، شعرت بالعجز والجبن ، لكنى قررت أن استمر ، ليس لأثبت لنفسى أننى قادر على فعل أى شئ ولكن لأختبر ثقتى بالله

الاصدقاء الذين صنعوا معى حياتى لم يعد لأى منهم وجود ، لم أعد اراهم مطلقاً ، لم يعد بيننا نفس الاهتمامت المشتركة ، وربما الرؤى أيضاً تبدلت ، ليس لأن الحياة شغلتنا ، ولكن ربما لأننا كنا أضعف من المواجهة ، أو ربما لأن الحياة فعلاً شغلتنا

فى رسائلها المهترئة سألتنى ماذا قد يحدث بعد وأجبتها عن كل الاحتمالات الممكنه ، وكلها حدثت ولم ترسل لى بعدها أبداً

كلنا نتأثر بلحظات الفراق أكثر من الرحيل ذاته ، ولا اعرف السبب

الاشخاص الذين تربطنى بهم صلات جيدة ، لن اتحرج مستقبلا من أن اخبرهم أنهم على خطأ جسيم ، فقد ضاقت محاولاتى بأن ابدو أكثر ذوقاً
الاشخاص الذين لا يشكلون شئ فى حياتى ، الذين هم مجموعهم يساوى صفر ربما انى لن احتفظ بهم مجدداً كأصدقاء

أحيانا أشعر انى تتملكنى الرغبة فى التخلص من بعض الصداقات ، ليس لكونهم سيئون ولكن لأنى أردت ذلك ، أو ربما راحتى فى ذلك

التحول من الهدوء الى الانفعال ، التحول من الهدوء القاتل ورحابة الصدر الى الجليطة الاختيارية ، أحيانا كثيرة تكون تلك التحولات مفيدة مع بعض الاشخاص

التفاؤل لا أجده يصلح مع الجميع إذ أن هناك نفوس لا تستحق غير السوداوية المفرطة ، وبرغم ذلك لا أحب التشاؤم امامهم

المحاولات المتكرره للاصلاح ، لدفع شخص سلبى أن يكون ايجابيا ولو لمره واحده ، لمواجهة عادة سيئة او سلوك جاهل ، تلك المحاولات وغيرها جميعها تزيد هماً اضافيا بغض النظر عن نجاحها من فشلها ، لذلك قررت أن اتنحى عن بعض المحاولات أحياناً

الاشخاص ، الزملاء ، الاصدقاء ، الذين يلحون فى التقابل بشكل متكرر لن أخجل أبدا مطلقاً فى أن أقول لهم بوضوح وحسم ، لأ مش هقابلكم تانى

محاولات ارضاء الاخرين الساذجه عادة لا ترضيهم ولا تزيدنى الا وجع بال ، لذلك قررت أن لا احاول ارضاء المزيد ، كل ما سأحاول فعله أن اكون مهذبا فحسب

فى الرسائل المهترئة بيننا ، أكتشفت أننا كنا محترمين بحق واستمتعت بهذا الاعتراف لنفسى ، ورضيت عنه

الزملاء ، الاصدقاء ، والمعارف الذين أقرضتهم أموال أو كتب أو أشياء منذ اسابيع أو شهور أو سنين .. لن استحى مستقبلا أن اطلب منهم رد كل شئ ، لن أخجل أكثر من ذلك

منذ الان لن أحاول أن افقد استمتاعى الشخصى من أجل الاخرين ، غير انى لن ابخل بالمتعه على الاشخاص الذين احبهم

أعرف أن كل ما سبق قد لا اقوم به ، لكنى أحب التصريح به على الاقل

احمد مهنى


---
اثر فى نفسى 1

الجمعة، 9 أبريل 2010

وهم العودة والانتمـــاء

كان لديه قدرة هائلة على الاصرار ... لم يبخل علينا يوما بأى معلومة او نصح... طلب منى دائماً ان أحاول ان اكون ناجحاً جدا فى دراستى وان ابحث عن الناجحين فاكون صديقهم ... كان له هدف عبقرى ، يبحث عن المتميزين فى كل مجال ويكوّن بينهم صداقات ... لم تكن له خلفية فكرية واضحة كان منفتحا على كل الافكار

لم أكن اتخيل ابدا طوال سنوات الدراسة بالجامعة أن مصر قد يصيبها ضرر وفيها شباب مثله ... لم ييأس ابدأ من الاصلاح والتغيير ونبذ التطرف

منذ ايام قليلة كنت أعيش فى أزمة مرهقة جداً ... ولما هاتفنى على رقم احد اصدقائى عرض عليه فرصة للسفر حيث هو الان

كان يقول إن مصر تحتاج لكل شخص كفء حريص عليها ... وكانت خطته فى التغيير أن يكون تغييراً حقيقياً وليس سياسياً ... كل شخص يبحث عن شخص ناجح وذو كفاءة .. وبدوره يطلب من الشخص الجديد البحث عن شخص اخر ناجح وكفء وبالتالى تتكون شبكة من الكفاءات والناجحين يسعون جميعهم الى تنمية المجتمع تنمية حقيقية فى المجالات الملموسة .

منذ عدة شهور أرسل لأخر ما تبقى من اصدقاء الجامعة عقد عمل للخارج حيث هو وتركنى وحيداً فى مصر

أحلام العودة دائما تبدأ قبل السفر ... الامانى بالعودة عند صلاح الاحوال ، عند تكوين الذات ، عند الاستقرار المادى ، وغالباً ما يبدأ الحلم وننسى ان اولى خطوات تحقيقه هى الاستيقاظ منه ... نضيق على انفسنا لندخر فلا نعيش هناك حياة كريمة لكى ندخر ... تمر الاعوام فى الانتظار والتمنى ويمر معها العمر وتظل الاحلام مؤجلة ... نستيقظ على دخول ابنائنا الجامعة فنعود الى مصر سريعاً لأنهم لا يحظون بفرصة التعليم الجامعى هناك الا بمبالغ مرهقة ... يشعر الابناء بالغربة فى مصر ... يكون الزمن قد تقدم بنا ... يتمتع الابناء بالمال المدخر فى مصر ... نموت دون ان ننعم بمدخراتنا .. يرث الابناء المدخرات ومزيد من الشعور بالغربة والوحدة

كان يقول لى أن الوطن معنى لا يمكن التعبير عنه .. كان سعيدا بشقته البسيطة فى بيت والده وبعمله فى شركة ملابس ناشئة بمرتب بسيط يرى انها مشروع لصناعة ماركة قد تكون عالمية يوما ما

كانت الاحلام تنير ضحكته وتثير املنا واصرارنا على تحقيق الاحلام الحقيقية ودافعا للاستمرار فى طريق البحث عن المتميزين

منذ يومين ... فى عز الازمة ... كان يتحدث مع صديق جديد لى ... صديقى الجديد متميز وكفء عثرت عليه بعد طول عناء .. لا يرغب فى السفر ويبحث معى عن المتميزين .. لكنه داعب بداخله فكرة السفر

الذين يسافرون يتغيرون ... تتغير نظرتهم للحياة ... تتغير فكرتهم عن الرفاهية ... عن رائحة الهواء ... عن معنى الراحة .. وربما عن الانتماء

صديقى القديم أعتبره اليوم أحد عناصر الهدم ... مازلت احب حلمه بالبحث عن الكفاءات .. لكنه أصبح منتميا لفكرة شعثاء ... أصبح السفر مسيطرا على فكره فلم يعد يجد ما ينتمى اليه حتى فى اوقات الازمات ... ربما انه لا زال مخلص لفكرته فى البحث عن المتميزين ... لكنه اليوم يهربهم للخارج بدلا من الحرص على بقائهم بالداخل

أتسائل اليوم

ما الفرق بين الذين ينهبون أموال البلد ويحولونها للخارج ؟؟ وبين الذين يسرقون المصريين أنفسهم بالسفر ؟؟؟

والسؤال الاخير ... هل يمكن أن تتحول شركة الملابس الناشئة الى ماركة عالمية بعد سفره ؟؟؟

الاثنين، 14 ديسمبر 2009

اغتـــــراب

متتالية قصصية تحمل أسمى متوفرة حاليا بشكل حصرى لدى مكتبات وسط البلد
عمر بوك ستور طلعت حرب
مكتبة البلد أمام الجامعة الامريكية


السبت، 21 نوفمبر 2009

كثير من الرؤى .. قليل من الوضوح

الموقف كله لا يبدو منطقياً ... ما يحدث ليس حالة من الوطنية او البحث عن كرامة مزعومة داستها أحذية عساكر الامن المركزى المصرى قبل أن تسبها أفواه الجزائريين .. الموقف لا يطل علينا فقط بهتافات من الهياج الوطنى الذى تذكرناه فجأة وتذكرنا معه العديد من الامور فجأة ، ويطل معه ملامح لرئيس جديد يتم تلميعه وفرضه ولا احد يعترض ، بل يوافق الجميع ويدافع عنه ... ما يحدث الان هزلية مفرطة فى السواد ... أكاد أتذكر المشهد جيداً ، ساعتها كنت لا ازال بريئاً لم تلوثنى برامج التوك شو والادعاءات الكاذبة المتداولة يومياً فى الاعلام الرسمى وغير الرسمى .. حينها لم يكن لدينا سوى القنوا ت الارضية الموجهه أيضاً لصالح النظام .. وتم قطع الفيلم العربى واذاعة اهم الانباء ... كان النبأ عن وفاة الرئيس السورى حافظ الأسد ولكن المشهد لم يكن عن نفس النبأ ... ثمة أعداد غفيرة من السوريين يهتفون بحياة بشار الأسد ، وكنت بريئاً حينها فتعجبت لماذا يهتفون بحياة الابن فى يوم وفاة الأب .

اليوم لا أستطيع أن استوضح الصورة ... المشهد يحمل العديد من الرؤى ولاشئ يتضح من بينها .. بداية من حالة الشحن المستمر للجمهور المصرى ضد الجزائر وشعبها وسلوكياتهم السيئة والبلطجية الجزائريين - يحضرنى الان الصورة الشهيرة التى نشرت فى كل الجرائد للبلطجية المصريين فى انتخابات 2005 يومها تم وصف نفس البلطجية على انهم بلطجية الامن فى الصحف المستقلة وتم وصفهم بأعينهم على انهم بلطجية الاخوان فى الصحف الرسمية .. اختلف الواصفون واتفق البلطجية - والشحن المقابل فى الاعلام الجزائرى .. لا اعرف لماذا وجدت المصريين فجأة يغنون خلف شادية "يا حبيبتى يا مصر" ، فجأة تحولت كل محطات المترو الى اذاعة لبث أغانى شادية وفجأة أصبح كل المصريون وطنيون – ولا انكر هذا ، اتمنى بحق أن يكون كل مصرى منتمى لوطنه حد الاستشهاد – وخرجت علينا البرامج والقائلون والناس ليؤكدوا على أن الوطن العربى كله يستنكر ما يفعله الجزائريون ويشجعون المنتخب المصرى وأننا فراعنة قاهرون ... الى اخر ما حدث يوم 14 نوفمبر .

ما حدث يوم 18 نوفمبر هو أمر غاية فى التشويش ... مرة اخرى يصر الاعلام المصرى على أن يصيبنى بحالة من " البلاهة الشديدة" .. فجأة اصبح كل العرب يكرهوننا وأصبح المصريون شعب طيب وغلبان وعلى نياته وتحول الفراعنة الى شعب مضطهد مسكين ... كل العبارات عن تأييد السودان لنا تحولت الى لوم وعتاب عن تخلى السودانيين عنا .. كل التنظيرات عن حب العرب لنا وتشجيعهم لمنتخبنا الوطنى تحول الى حالة من الصراخ على قناة المحور "احنا احسن العرب والمصرى هو اللى عمل العرب وهو اللى صنع العرب ووقف جنبهم واحنا اللى شيلنا الليلة من الاول" ... الرؤية تصر الا تضح ... هؤلاء العرب الذين كانوا يحبوننا منذ اربعة ايام هم نفسهم الذين يكرهونا جميعا اليوم وهم نفسهم العرب الذين اوقفوا تصدير البترول فى 73 وقطعوا العلاقات مع امريكا وارسلت سوريا جيشها معنا وحارب معنا كتيبة من الجيش الجزائرى وباعت مصر قضيتهم جميعا من اجل قضيتها الخاصة وباعت بالرخيص كامب ديفد ثم العديد من التنازلات والهوان الى ان شاركنا فى حصار غزة منذ شهور قليلة ... لا اعرف حقاً هل العرب يكرهوننا أم لا .. ولا اعرف لو كانوا فعلا يكرهوننا هل لديهم مبرر .. هل شعر الاخوة أن الاخ الاكبر تخلى عنهم من أجل مصلحته الخاصة .. هل تخلت ام الدنيا عن ابنائها ثم حاصرت أضعفهم مع الصهاينة ... لم اعد أعرف اى شئ غير شئ وحيد واضح وجلى ، هو أن الجزائريين أحرقوا العلم المصرى وضربوا واهانوا المصريين فى السودان ، والمصريين أحرقوا السفارة الجزائرية وحرقوا العلم الجزائرى ولا يبقى غير أن ننتظر جثث المصريين العائدة من هناك .

المشهد يكاد يتضح أكثر فى مكالمة علاء مبارك لخالد الغندور .. علاء يحكى كمواطن مصرى عادى جداً بحالة من الاسى والحسرة وبمفرداتنا المصرية الشعبية جداً .. ويتعاطف معه الجميع .. الكل يقول انه اثبت شجاعته ورجولته وانه تحدث بصدق كمواطن مصرى يشعر بالمصريين .. الناس يدافعون عنه على الفيس بوك ، يقولون أنهم لأول مرة يشعروا أن ابن الرئيس يشعر بهم – ولم ينتبهوا انه فى نفس المكالمة ذكر انه عرف ما حدث للمصريين من غرفته فى الفندق من التلفزيون .. ول ااعرف لماذا لم نسمع انه ضٌرب ككل المصريين هناك- ... الموقف الان يكاد يقترب من الصورة التى رأيتها وأنا لا ازال برئ ... باسل الاسد الابن الاصغر لحافظ الاسد هو الوريث المرشح .. كل الجرائد تتحدث عنه وعن خططه فى تطوير حزب البعث ، وكل المعارضة تحذر من توريث السلطة لباسل الأسد ... على الجانب الاخر لا احد يعرف شئ عن الطبيب المهذب بشار الاسد الابن الاكبر للرئيس ... فجأة ينسدل الستار تدريجياً من تحت قدم باسل ويتم تلميع اخوه بشار الذى يحظى بقبول ويعد وجه جديد غير محترق ... يكتمل الامر بموت باسل الاسد فجأة ومشاهد لبكاء بشار على اخيه ... الناس يتعاطفون معه أكثر ... الفيلم العربى يتم قطعة لبث أهم الانباء ... يموت حافظ الاسد فجأة ويهتف الناس بحياة بشار الابن الاكبر له .
لا أستطيع أن اربط المشاهد ببعضها جيداً .. فى النهاية أنا لاامتلك أكثر من مجرد رأى ... رأى بسيط ومتواضع ... أتسائل هل حقاً يكرهنا كل العرب ؟؟؟ والسؤال يفرض سؤالاً آخر ... لماذا يكرهنا العرب ؟؟؟ وهنا لابد من ظهور سؤال جديد ولماذا يحبوننا العرب ؟؟؟ ... ماذا تقدم مصر حاليا للعرب لكى تحبنا عليه غير محاولات متكررة ودائمة للسخرية منهم فى اعلامنا ومنتدايتنا الالكترونية وانسحاب كامل من اى دور اقليمى لمصر فى المنطقة – أتحدث هنا عن الدور الرسمى المصرى وليس الشعبى - ... السؤال الذى يفرض نفسه هنا ايضاً هل يكرهنا كل شعب الجزائر حقاً ؟؟؟ ... والسؤال الاخر لماذا يحبنا شعب الجزائر وقد وصلته اخبار عن قتل الجزائريين بمصر قبل المباراة ؟؟؟ ... والسؤال الاخير ، هل كنا جميعاً ضحية ؟ .

أكاد اتخيل المشهد المستقبلى لتبعات ماتش كرة القدم البائس الذى دار فى السودان ... أتخيل ما سيحدث وكأنى اشاهده على شاشة سينما كبيرة تمتد لتشمل الافق كله ... سوف يأتى موعد الترشح لأنتخابات الرئاسة الجديدة ... سيظهر جمال مبارك ليعلن انه لن يترشح كما وعد وانه لا يرغب فى ذلك ... وسينشر أنباء عن حيرة الحزب فى ترشيح كادر بديل ... حينها سنفاجئ جميعا بالاعلام كله بما فيه القنوا ت المستقلة ... ستتحدث عن ان علاء مبارك مخضرم سياسياً وأنه أفضل المؤهلين بعد جمال ... فجأة سنكتشف انه كان عضو لجنة السياسات منذ عشرة أعوام وسيتحدث الجميع عن الدم الجديد الذى يحمله الابن الاكبر للرئيس ... وكأننا نشاهد إفيه كوميدى "بلاها نادية ، خد سوسو"... وسرعان ما سيأتى يوم الترشح معلناً الحزب مرشحه الجديد الذى اتفق مسبقاً الناس على التعاطف معه بعد موت ابنه ... واتفق الناس على وطنيته وصدقه – لا أحمل اى اتهام ضده بعدم الوطنية - وسيخرج كل موظفى الحكومة فى سيارات الوزارات والهيئات وسيخرج الجيش فى ملابس مدنية مصطحبين معهم زوجاتهم ليهتفوا بحياة "علاء الأسد " كما حدث مع بشار الاسد ..... كلهم سيهتفون وسينسوا أن ابن الرئيس لا يجب أن يكون الرئيس فى جمهورية حرة .

اليوم نحن كسبنا وطنية كروية وانتماء وهتاف من أجل مصر وحرقنا علم الجزائر فى نفس اللحظة التى جاءت فيها انباء عن ضرب الشريط الحدودى لمصر مع اسرائيل ولا اعرف مدى صحتها حتى الان ... كسبنا وطنيتنا وخسرنا الجزائر وخسرنا السودان ... حرقنا العلم الجزائرى ولم نقرأ بيان المثقفين الجزائريين الذى صدر بعد ما حدث من اعتداء على المصريين فى السودان والذى تبرأ فيه المثقفون الجزائريون من كل افعال العنف والبربرية واتهموا النظام الجزائرى الفاسد انه السبب واكدوا ان الشعب نفسه ليس شريك فيما حدث ... افترض معى ان هناك مائة الف جزائرى متعصب ... افترض معى ان هناك مليون جزائرى متعصب ولكن لا تتهم الشعب كله ... افترض أن النظام متخاذل وانهم اطلقوا المجرمين ليحطموا شركات المصريين هناك وليروعوا الاسر المصرية وافترض معى انهم نظموا لكل ما حدث فى السودان ولكن من فضلك لا تتهم الشعب نفسه ... تذكر ان المصريين كلهم كانوا يصرخون من اجل غزة وكان النظام وحده يغلق امامها المعابر ... من قال حينها ان الشعب المصرى ضد غزة ؟؟؟؟ .

اليوم تناقلت كل وكالات الانباء العربية والعالمية مشهد حرق علم الجزائر امام السفارة ولم تنقل أى وكالة انباء صورة واحده عن اعتداء جزائرى على المصريين فى السودان ... هل يبدو هذا منطقياً ؟ .. أم ان هناك مؤامرة كبرى لتقييد دور مصر بين العرب وتعميق الشعور بالكراهية .
ربما أنكم ستتهمونى بعدم وطنيتى لأنى لم اشارك فى الحرب القائمة ... اتمنى أن نأخذ المسار الصحيح فى رد حقنا من المخطئين فقط ... لكنى فى النهاية لن انساق وراء دعوى أحد الاصدقاء بالبحث عن الجزائريات فى مصر واخذهم كسبايا حرب .

أحمد مهنى

للمتابعة على الفيسبوك

الجمعة، 7 أغسطس 2009

إنتى وأنا

ـ
إنتى وأنا قلبين ورق
بيحبوا بعض
ماسكين فى بعض
لكن ورقتى مسطره
سطريــن وسطر
وكل سطر عليه ســــؤال
جايز تكونى بتندمى فــوق الاحتمال
جايز تكونى بتحلمى تتبسمى
أو تحلمى تتعلمى .. تتكلمى
أو يرجع القلب المسطر يندهك
أو يرسمك فوق ورقة بيضا من جديد
أنا قلبى طاهر مش انانى
لكن ورق بيطير بعيد
لو تندمى راح يحزن السطر الاخير
والسطر دا أنا سايبه فاضى للزمن
وكل سطر عليه سؤال
فاكره الكلام عن امهاتنا وجدنا ؟
لسه الكلام بيهزنا ؟؟؟
ولا اللى فاضل مننا
تدوينة واحده وتعليقات
وكلام كتير وايميل وشات
ومكالمتين
وزياره تايهه فى بيت حزين
لسه الفراوله بتعجبك ؟ :)
لسه الحنين بيعذبك ؟
لسه الشتا نفس الشتا ؟
أنا بعتذر وبلاش دموع
مفيش رجوع لكن وجع
يمكن شجن
يمكن حنين
يمكن سكــــوت
لو تسكتى جايز هعـــيش
لو تصرخى يمكن أموت
اتكلمى
اتبسمى
قلبك ورق أبيض بيضوى
مفيهوش سطور
ليه تحزنى على قلب سطره
مليان كلام
كراستى كـــِـــنزه صغيرة
ودى قسمتى
ميضركيش لو تحلمى بكشكول كبير
يمكن يكون سطره الاخير
مليان فضا

إنتى وانا
بطعم الزمن
لايقين لبعض
لكن خريفك فيه مطر
وخريفى تايه فى الشتا
أرجوك تبتسمى بقى
وبلاش دموع
هو الفراق بيجيب رجوع ؟ ؟ !!! ؟
خلى اللى فاضل مننا
حبة نهار
بكره النهار هيعلمك
هيكلمك
وهيخلق الطعم اللى تايه وسطنا
لمى اللى فاضل مننا وشدى القلوع
فى قلب فاضى بدون سطور
واقف هناك بيبصلك
لكن ورقتى مسطره
وكل سطر عليه سفر وعليه سؤال

---
أحمد مهنى

الاثنين، 13 أبريل 2009

إحتراف الاسئلة



ـ

فاسأل ضيــــاء الفجر عن معــــــــــــنى
التطفل فى إختيــــــــار الأمكِنــــــه
و اسألهُ عــن سبب الرحيـــــل المستمــــــــــر
واسألهُ عن معنــــى التردد والسفـــــــر
وعن ائـــتلاف الليل داخل مـَسْكــَــنه
حتــى الضيــــاء تكسرت أوصاله
وتشكلت سبل التطفل والتشحذ وإحتـــراف المَــسْكــْــنه
ماذا تشــــكل ذكــــــريــات قصائـــدى الثكلى
غــيــر إحتمالات الدموع المزمنة
يا صاحبى لا تسأل الفجر المسافر فى رحـــاب
العمر عن معنى الشــجن
واسأل ضياءك فى رحابى
عن انين الصبح رغم تــَبسُمه
وعــن إحتـــراف الموت فى أيامنا
وعن ائـــتلاف الناى دون ترنــُـمه
واسأل ضيــاء الفجر عن وطن له
وطن يضاجع كل يوم الف ميكروب
ويأبى أن يشاطرنى بريق الاوسمه
واسأله عن حلم مسافر فى المدى
وعن احتمالات الحياة
واسأله عن طعم الهدايا الممكنة
وعن إختلاق الصبح عمداً فى ثنايا موطنه
يا صاحبى لا تسألن العمر عنىّ
واسأل ضياء الفجر عن معنى الرحيل
--
تتبدل ملامحك باستمرار تتغير قسمات وجهك ، يرنو على شفتيك التبسم وتستحيل الحياة الى انكسار داخلى متكرر وباستمرار لا ينتهى ، الانكسار اصبح حالة من الطرب لا تتخيل حياتك بدونها .. الشجن هو مطلوبك الاعلى الذى تسعى دائما الى الحفاظ عليه نقيا طاهرا من كل دنس .. التبسم هو الطريق والطريق صعب والطريق يحتاج الى وطن تخلق فيه الطريق والوطن مسلوب والحياة تأتى اليك راغمة ذليلة بكل ملذاتها والملذات لا تحتوى بداخلها شجناً من النوع المفضل .. تتبدل ملامحك مره اخرى ولا تتوقف عن التبدل ، يعلوها لون من الزرقه المصاحبة لأحتباس الدم وتتوقف الظنون ولا تنتهى الاسئلة
أحمد مهنى

ـ

الاثنين، 6 أبريل 2009

البحث عن إيفا

ـ
يصر الغرب دائما على أن يتقنوا عملهم لدرجة تدعوك الى الانبهار ... انهم يسعون دائما الى البحث فى الاماكن المغلقه .. دفعنى القدر الى مشاهدة فيلم "والى" لا اخفيكم سراً انى بطبعى أدمنت مشاهدة افلام التحريك واحتفظ بمكتبة مكتظه من تلك الافلام المدبلج منها والمترجم وغير المترجم وذلك الفيلم "والى" والذى لم يقع فى يدى سوى من شهر تقريبا وان كنت قد سمعت عنه وضعنى فى حالة مزاجية غير عاديه
أراد صناع السينما الغربية ان يبحثوا فى كلما يتعلق بالنفس البشرية فبحثوا ف ىالروخ والجسد والمشاعر والمشاعر هى الاتجاه الاكثر منطقية فى بحثهم فسابقا ارادوا ان يخلقوا مجتمع بلا مشاعر كما فى فيلم "ايكويلبرم" وعرضوا فيه فرضية ان يحفظ المرء نفسه من الشعور ويحكم العقل ثم تدخلوا فى فيم "صنى" ليحاولوا اضفاء صفة الحلم والطموح الى انسان الى واليوم فى فيلم التحريك "والى" والذى حاولوا فيه ان يخلقوا مشاعر لربوت مبرمج مسبقاً ويترك لك التخيل كيفما يشاء
الا انهم كانوا اكثر واقعيه هذه المره ... لا اعلم ولماذا بالتحديد شعرت فى شخصة "والى" واحداث الفيلم انها متقاربة بشكل كبير مع حياتنا هنا فى مصر ... "والى" كان مجرد انسان الى مبرمج على اداء وظيفة محددة هى تكعيب المخلفات ولكنه تمرد على وظيفته التقليدية والمقررة له لقد قرر والى ان يكون نفسه وكان كل ما يلاقى حاجه تنفع للبيت وسط المخلفات ياخدها معاه كان بياخد معاه كل يوم شنطه ربما تثقله لكنه كان يدرك جيدا ان عليه ان يكون نفسه ككل شاب مصرى تماما ... شخصية والى هى الشخصية الافتراضيه لأى شاب مصرى راضى بحاله وبامكانياته قانع صابر مستحمل بيشتغل وهو ساكت وبيرجع يتفرج عل ىالتلفزيون نفس اللى بيشوفه كل يوم زى والى ماكان بيعمل بالظبط وفجأة ظهرت فى حياة والى "ايفا" ، والى كان حلم حياته انه يلمس ايد روبوت زيه مش اكتر لكن ايفا كانت امكانياتها عاليه كانت متقدمه عنه بكتير عندها استشعار بالليزر وسلاح فتاك وبتقدر تطير ومش بتتشحن بالشمس زيه فكرة انه يلمس ايدها فضلت مسيطره عليه لكن هى كان كل اللى يهمها التعليمات .. اد ايه قدروا بالفيلم دا يلمسوا الواقع المصرى بشكل مهول لكن والى قرر يتمرد بسذاجته وحسن نيته تمرد وقرب منها انا مش عاوز احرق الفيلم واكمنى شفت الفيلم من شهر نسيت النقاط اللى لمسوا فيها الواقع اللى عايشينه بشده
لكن الفيلم يوصلك لحد البكاء عرفت بعد كده ان الفيلم اتصرف عليه 185 مليون دولار وانه مصنف ضمن افضل ميت فيلم عالمى فى تاريخ السينما
جايز ان والى عاش حياته كلها مستنى ايفا واحده فى حياته لكن لما لاقاها طلعت عينه ولما بدأت تحبه كان فقد الذاكرة حتى الذاكره عنده كانت عبارة عن شريط الكترونى بسيط بيسجل عليه ملفاته لكن هى كانت بتمتلك كاميرا متطورة بتسجل كل شئ
اللحظة اللى والى فيها بيفقد الذاكرة هى اشد اللحظات تأثيرا فى الفيلم لأنها اللحظة اللى بتكون ايفا وكل اللى حواليها ايقنوا بدور والى تجاها وتجاه الاخرين لكن السؤال اللى بيفرض نفسه يا ترى الناس دول وصلوا بدرجه من الواقعيه انهم يخلقوا بداخل كل مشاهد حالة تأثر شديد بايفا للدرجه انه ممكن يبدأ يبحث هل كانت فى ايفا فى حياته ولا لأ ؟ او انه يبدأ يبحث عن ايفا
مش عارف

------
جايز يكون البوست مبهدل لغويا اعذرونى هحاول اظبطه بس كنت عاوز اكسر حالة الخمول التدوينى اللى انا فيها بقالى فتره هحاول اجيب لينك تحميل للفيلم