السبت، 4 أغسطس 2007

قالت
فكل الذى قد كان منك
توارى بعيداً وظل البكاء
أرجوك دعنى ها هنا
ثم ارتحل عبر الفضاء
لا تحتوينى بالدموع وبالدعاء
هذا المكان يضن بالعبرات وبالمياه وبالهواء

قلت لها
لا تتركينى فى مدينتنا يحاصرنى
الحنيــــــــن
وافر من هول السنين الى السنين
ويموت فيّا صوتنا
واموت من صوت الانين
لا تتركينى ها هنا .. فلتقتلينى
او تعودى ذات حين
اماه لا .. لا ترحلى

قالت
ما عدت أعرف فى عيناك طعماً للضياء
الموت يصرخ فى فؤادى
ويعترينى برد ريح من شتاء
انت الذى اخللت حين اخترت
صمتٌُ او بكـــــــــاء
انت الذى ضيعتنى وذبحتنى وتركتنى
حيرى تحاصرنى الدماء
وقتلت فى وطنى الامان
واخترت ظل الاخرين
وسكتُ دوما عن كلام الخائنين
فلتبتعد عنى
انا لن اعود مرة ً
او ذات حين

قلت لها
كان الزمان يضن بى
وأهيم بحثاً عن طريق
وافيق من وهمٍ على وهمٍ أفيق
والناس حولى ترتحل
والكل منهم فى طريق
وانا وحيد فى زمانى
بلا أنيسٍ او صديق
انتِ التى كنتِ الامان
وكنتِ لى نعم الرفيق
وكنتِ سر سعادتى
حلمى واشواقى وايمانى العميق
لما لم تقولى اننى اسير فى عكس الطريق ؟

قالت
لم يبقى يا ولدى عبير من عبير الاصدقاء
الكل مات ولم يعد فى الحىّ غير الاوفياء
إمدد يديك الى السماء
اصنع شراعاً للسفينه
واهتف لقد عادت مدينه
وعاد زمن الاوفياء
فتش عن الاحياء
فى زمن الفناء
الان فى عيناك شئ من ضياء

قالت
ولو سجنوا الصوت فى شفتى واسكتوا فينا العويل
ولو حجبوا الشمس عن وطنى وأظلنا ليل طويل
ولو قالوا بأن الصبح لن يأتى فى سماء القاهره
واقسموا بأن تحُج العاهره
ولو قتلوا ولو ذبحوا
ولو اهدونى مقصلةَ ومنديلاًَ
وشنقوا الصبح فى قلبى
وخنقوا ضوءَ قنديلاَ
قد يعترينا بعضُ ضعفٍ
لكننا لن نستقيل
فلقد عرفنا طريقنا واليوم قد مات الرحيل
اليوم يا ولدى اعود الى رحابك بعد شوق مستطيل
اليوم مدفع او فتيـــل
اليوم سيف او صهيـــل
اليوم لن .. لن استقيل
كلماتى / احمد مهنى