كثير من الرؤى .. قليل من الوضوح
الموقف كله لا يبدو منطقياً ... ما يحدث ليس حالة من الوطنية او البحث عن كرامة مزعومة داستها أحذية عساكر الامن المركزى المصرى قبل أن تسبها أفواه الجزائريين .. الموقف لا يطل علينا فقط بهتافات من الهياج الوطنى الذى تذكرناه فجأة وتذكرنا معه العديد من الامور فجأة ، ويطل معه ملامح لرئيس جديد يتم تلميعه وفرضه ولا احد يعترض ، بل يوافق الجميع ويدافع عنه ... ما يحدث الان هزلية مفرطة فى السواد ... أكاد أتذكر المشهد جيداً ، ساعتها كنت لا ازال بريئاً لم تلوثنى برامج التوك شو والادعاءات الكاذبة المتداولة يومياً فى الاعلام الرسمى وغير الرسمى .. حينها لم يكن لدينا سوى القنوا ت الارضية الموجهه أيضاً لصالح النظام .. وتم قطع الفيلم العربى واذاعة اهم الانباء ... كان النبأ عن وفاة الرئيس السورى حافظ الأسد ولكن المشهد لم يكن عن نفس النبأ ... ثمة أعداد غفيرة من السوريين يهتفون بحياة بشار الأسد ، وكنت بريئاً حينها فتعجبت لماذا يهتفون بحياة الابن فى يوم وفاة الأب .
اليوم لا أستطيع أن استوضح الصورة ... المشهد يحمل العديد من الرؤى ولاشئ يتضح من بينها .. بداية من حالة الشحن المستمر للجمهور المصرى ضد الجزائر وشعبها وسلوكياتهم السيئة والبلطجية الجزائريين - يحضرنى الان الصورة الشهيرة التى نشرت فى كل الجرائد للبلطجية المصريين فى انتخابات 2005 يومها تم وصف نفس البلطجية على انهم بلطجية الامن فى الصحف المستقلة وتم وصفهم بأعينهم على انهم بلطجية الاخوان فى الصحف الرسمية .. اختلف الواصفون واتفق البلطجية - والشحن المقابل فى الاعلام الجزائرى .. لا اعرف لماذا وجدت المصريين فجأة يغنون خلف شادية "يا حبيبتى يا مصر" ، فجأة تحولت كل محطات المترو الى اذاعة لبث أغانى شادية وفجأة أصبح كل المصريون وطنيون – ولا انكر هذا ، اتمنى بحق أن يكون كل مصرى منتمى لوطنه حد الاستشهاد – وخرجت علينا البرامج والقائلون والناس ليؤكدوا على أن الوطن العربى كله يستنكر ما يفعله الجزائريون ويشجعون المنتخب المصرى وأننا فراعنة قاهرون ... الى اخر ما حدث يوم 14 نوفمبر .
ما حدث يوم 18 نوفمبر هو أمر غاية فى التشويش ... مرة اخرى يصر الاعلام المصرى على أن يصيبنى بحالة من " البلاهة الشديدة" .. فجأة اصبح كل العرب يكرهوننا وأصبح المصريون شعب طيب وغلبان وعلى نياته وتحول الفراعنة الى شعب مضطهد مسكين ... كل العبارات عن تأييد السودان لنا تحولت الى لوم وعتاب عن تخلى السودانيين عنا .. كل التنظيرات عن حب العرب لنا وتشجيعهم لمنتخبنا الوطنى تحول الى حالة من الصراخ على قناة المحور "احنا احسن العرب والمصرى هو اللى عمل العرب وهو اللى صنع العرب ووقف جنبهم واحنا اللى شيلنا الليلة من الاول" ... الرؤية تصر الا تضح ... هؤلاء العرب الذين كانوا يحبوننا منذ اربعة ايام هم نفسهم الذين يكرهونا جميعا اليوم وهم نفسهم العرب الذين اوقفوا تصدير البترول فى 73 وقطعوا العلاقات مع امريكا وارسلت سوريا جيشها معنا وحارب معنا كتيبة من الجيش الجزائرى وباعت مصر قضيتهم جميعا من اجل قضيتها الخاصة وباعت بالرخيص كامب ديفد ثم العديد من التنازلات والهوان الى ان شاركنا فى حصار غزة منذ شهور قليلة ... لا اعرف حقاً هل العرب يكرهوننا أم لا .. ولا اعرف لو كانوا فعلا يكرهوننا هل لديهم مبرر .. هل شعر الاخوة أن الاخ الاكبر تخلى عنهم من أجل مصلحته الخاصة .. هل تخلت ام الدنيا عن ابنائها ثم حاصرت أضعفهم مع الصهاينة ... لم اعد أعرف اى شئ غير شئ وحيد واضح وجلى ، هو أن الجزائريين أحرقوا العلم المصرى وضربوا واهانوا المصريين فى السودان ، والمصريين أحرقوا السفارة الجزائرية وحرقوا العلم الجزائرى ولا يبقى غير أن ننتظر جثث المصريين العائدة من هناك .
المشهد يكاد يتضح أكثر فى مكالمة علاء مبارك لخالد الغندور .. علاء يحكى كمواطن مصرى عادى جداً بحالة من الاسى والحسرة وبمفرداتنا المصرية الشعبية جداً .. ويتعاطف معه الجميع .. الكل يقول انه اثبت شجاعته ورجولته وانه تحدث بصدق كمواطن مصرى يشعر بالمصريين .. الناس يدافعون عنه على الفيس بوك ، يقولون أنهم لأول مرة يشعروا أن ابن الرئيس يشعر بهم – ولم ينتبهوا انه فى نفس المكالمة ذكر انه عرف ما حدث للمصريين من غرفته فى الفندق من التلفزيون .. ول ااعرف لماذا لم نسمع انه ضٌرب ككل المصريين هناك- ... الموقف الان يكاد يقترب من الصورة التى رأيتها وأنا لا ازال برئ ... باسل الاسد الابن الاصغر لحافظ الاسد هو الوريث المرشح .. كل الجرائد تتحدث عنه وعن خططه فى تطوير حزب البعث ، وكل المعارضة تحذر من توريث السلطة لباسل الأسد ... على الجانب الاخر لا احد يعرف شئ عن الطبيب المهذب بشار الاسد الابن الاكبر للرئيس ... فجأة ينسدل الستار تدريجياً من تحت قدم باسل ويتم تلميع اخوه بشار الذى يحظى بقبول ويعد وجه جديد غير محترق ... يكتمل الامر بموت باسل الاسد فجأة ومشاهد لبكاء بشار على اخيه ... الناس يتعاطفون معه أكثر ... الفيلم العربى يتم قطعة لبث أهم الانباء ... يموت حافظ الاسد فجأة ويهتف الناس بحياة بشار الابن الاكبر له .
لا أستطيع أن اربط المشاهد ببعضها جيداً .. فى النهاية أنا لاامتلك أكثر من مجرد رأى ... رأى بسيط ومتواضع ... أتسائل هل حقاً يكرهنا كل العرب ؟؟؟ والسؤال يفرض سؤالاً آخر ... لماذا يكرهنا العرب ؟؟؟ وهنا لابد من ظهور سؤال جديد ولماذا يحبوننا العرب ؟؟؟ ... ماذا تقدم مصر حاليا للعرب لكى تحبنا عليه غير محاولات متكررة ودائمة للسخرية منهم فى اعلامنا ومنتدايتنا الالكترونية وانسحاب كامل من اى دور اقليمى لمصر فى المنطقة – أتحدث هنا عن الدور الرسمى المصرى وليس الشعبى - ... السؤال الذى يفرض نفسه هنا ايضاً هل يكرهنا كل شعب الجزائر حقاً ؟؟؟ ... والسؤال الاخر لماذا يحبنا شعب الجزائر وقد وصلته اخبار عن قتل الجزائريين بمصر قبل المباراة ؟؟؟ ... والسؤال الاخير ، هل كنا جميعاً ضحية ؟ .
أكاد اتخيل المشهد المستقبلى لتبعات ماتش كرة القدم البائس الذى دار فى السودان ... أتخيل ما سيحدث وكأنى اشاهده على شاشة سينما كبيرة تمتد لتشمل الافق كله ... سوف يأتى موعد الترشح لأنتخابات الرئاسة الجديدة ... سيظهر جمال مبارك ليعلن انه لن يترشح كما وعد وانه لا يرغب فى ذلك ... وسينشر أنباء عن حيرة الحزب فى ترشيح كادر بديل ... حينها سنفاجئ جميعا بالاعلام كله بما فيه القنوا ت المستقلة ... ستتحدث عن ان علاء مبارك مخضرم سياسياً وأنه أفضل المؤهلين بعد جمال ... فجأة سنكتشف انه كان عضو لجنة السياسات منذ عشرة أعوام وسيتحدث الجميع عن الدم الجديد الذى يحمله الابن الاكبر للرئيس ... وكأننا نشاهد إفيه كوميدى "بلاها نادية ، خد سوسو"... وسرعان ما سيأتى يوم الترشح معلناً الحزب مرشحه الجديد الذى اتفق مسبقاً الناس على التعاطف معه بعد موت ابنه ... واتفق الناس على وطنيته وصدقه – لا أحمل اى اتهام ضده بعدم الوطنية - وسيخرج كل موظفى الحكومة فى سيارات الوزارات والهيئات وسيخرج الجيش فى ملابس مدنية مصطحبين معهم زوجاتهم ليهتفوا بحياة "علاء الأسد " كما حدث مع بشار الاسد ..... كلهم سيهتفون وسينسوا أن ابن الرئيس لا يجب أن يكون الرئيس فى جمهورية حرة .
اليوم نحن كسبنا وطنية كروية وانتماء وهتاف من أجل مصر وحرقنا علم الجزائر فى نفس اللحظة التى جاءت فيها انباء عن ضرب الشريط الحدودى لمصر مع اسرائيل ولا اعرف مدى صحتها حتى الان ... كسبنا وطنيتنا وخسرنا الجزائر وخسرنا السودان ... حرقنا العلم الجزائرى ولم نقرأ بيان المثقفين الجزائريين الذى صدر بعد ما حدث من اعتداء على المصريين فى السودان والذى تبرأ فيه المثقفون الجزائريون من كل افعال العنف والبربرية واتهموا النظام الجزائرى الفاسد انه السبب واكدوا ان الشعب نفسه ليس شريك فيما حدث ... افترض معى ان هناك مائة الف جزائرى متعصب ... افترض معى ان هناك مليون جزائرى متعصب ولكن لا تتهم الشعب كله ... افترض أن النظام متخاذل وانهم اطلقوا المجرمين ليحطموا شركات المصريين هناك وليروعوا الاسر المصرية وافترض معى انهم نظموا لكل ما حدث فى السودان ولكن من فضلك لا تتهم الشعب نفسه ... تذكر ان المصريين كلهم كانوا يصرخون من اجل غزة وكان النظام وحده يغلق امامها المعابر ... من قال حينها ان الشعب المصرى ضد غزة ؟؟؟؟ .
اليوم تناقلت كل وكالات الانباء العربية والعالمية مشهد حرق علم الجزائر امام السفارة ولم تنقل أى وكالة انباء صورة واحده عن اعتداء جزائرى على المصريين فى السودان ... هل يبدو هذا منطقياً ؟ .. أم ان هناك مؤامرة كبرى لتقييد دور مصر بين العرب وتعميق الشعور بالكراهية .
ربما أنكم ستتهمونى بعدم وطنيتى لأنى لم اشارك فى الحرب القائمة ... اتمنى أن نأخذ المسار الصحيح فى رد حقنا من المخطئين فقط ... لكنى فى النهاية لن انساق وراء دعوى أحد الاصدقاء بالبحث عن الجزائريات فى مصر واخذهم كسبايا حرب .
أحمد مهنى
للمتابعة على الفيسبوك
اليوم لا أستطيع أن استوضح الصورة ... المشهد يحمل العديد من الرؤى ولاشئ يتضح من بينها .. بداية من حالة الشحن المستمر للجمهور المصرى ضد الجزائر وشعبها وسلوكياتهم السيئة والبلطجية الجزائريين - يحضرنى الان الصورة الشهيرة التى نشرت فى كل الجرائد للبلطجية المصريين فى انتخابات 2005 يومها تم وصف نفس البلطجية على انهم بلطجية الامن فى الصحف المستقلة وتم وصفهم بأعينهم على انهم بلطجية الاخوان فى الصحف الرسمية .. اختلف الواصفون واتفق البلطجية - والشحن المقابل فى الاعلام الجزائرى .. لا اعرف لماذا وجدت المصريين فجأة يغنون خلف شادية "يا حبيبتى يا مصر" ، فجأة تحولت كل محطات المترو الى اذاعة لبث أغانى شادية وفجأة أصبح كل المصريون وطنيون – ولا انكر هذا ، اتمنى بحق أن يكون كل مصرى منتمى لوطنه حد الاستشهاد – وخرجت علينا البرامج والقائلون والناس ليؤكدوا على أن الوطن العربى كله يستنكر ما يفعله الجزائريون ويشجعون المنتخب المصرى وأننا فراعنة قاهرون ... الى اخر ما حدث يوم 14 نوفمبر .
ما حدث يوم 18 نوفمبر هو أمر غاية فى التشويش ... مرة اخرى يصر الاعلام المصرى على أن يصيبنى بحالة من " البلاهة الشديدة" .. فجأة اصبح كل العرب يكرهوننا وأصبح المصريون شعب طيب وغلبان وعلى نياته وتحول الفراعنة الى شعب مضطهد مسكين ... كل العبارات عن تأييد السودان لنا تحولت الى لوم وعتاب عن تخلى السودانيين عنا .. كل التنظيرات عن حب العرب لنا وتشجيعهم لمنتخبنا الوطنى تحول الى حالة من الصراخ على قناة المحور "احنا احسن العرب والمصرى هو اللى عمل العرب وهو اللى صنع العرب ووقف جنبهم واحنا اللى شيلنا الليلة من الاول" ... الرؤية تصر الا تضح ... هؤلاء العرب الذين كانوا يحبوننا منذ اربعة ايام هم نفسهم الذين يكرهونا جميعا اليوم وهم نفسهم العرب الذين اوقفوا تصدير البترول فى 73 وقطعوا العلاقات مع امريكا وارسلت سوريا جيشها معنا وحارب معنا كتيبة من الجيش الجزائرى وباعت مصر قضيتهم جميعا من اجل قضيتها الخاصة وباعت بالرخيص كامب ديفد ثم العديد من التنازلات والهوان الى ان شاركنا فى حصار غزة منذ شهور قليلة ... لا اعرف حقاً هل العرب يكرهوننا أم لا .. ولا اعرف لو كانوا فعلا يكرهوننا هل لديهم مبرر .. هل شعر الاخوة أن الاخ الاكبر تخلى عنهم من أجل مصلحته الخاصة .. هل تخلت ام الدنيا عن ابنائها ثم حاصرت أضعفهم مع الصهاينة ... لم اعد أعرف اى شئ غير شئ وحيد واضح وجلى ، هو أن الجزائريين أحرقوا العلم المصرى وضربوا واهانوا المصريين فى السودان ، والمصريين أحرقوا السفارة الجزائرية وحرقوا العلم الجزائرى ولا يبقى غير أن ننتظر جثث المصريين العائدة من هناك .
المشهد يكاد يتضح أكثر فى مكالمة علاء مبارك لخالد الغندور .. علاء يحكى كمواطن مصرى عادى جداً بحالة من الاسى والحسرة وبمفرداتنا المصرية الشعبية جداً .. ويتعاطف معه الجميع .. الكل يقول انه اثبت شجاعته ورجولته وانه تحدث بصدق كمواطن مصرى يشعر بالمصريين .. الناس يدافعون عنه على الفيس بوك ، يقولون أنهم لأول مرة يشعروا أن ابن الرئيس يشعر بهم – ولم ينتبهوا انه فى نفس المكالمة ذكر انه عرف ما حدث للمصريين من غرفته فى الفندق من التلفزيون .. ول ااعرف لماذا لم نسمع انه ضٌرب ككل المصريين هناك- ... الموقف الان يكاد يقترب من الصورة التى رأيتها وأنا لا ازال برئ ... باسل الاسد الابن الاصغر لحافظ الاسد هو الوريث المرشح .. كل الجرائد تتحدث عنه وعن خططه فى تطوير حزب البعث ، وكل المعارضة تحذر من توريث السلطة لباسل الأسد ... على الجانب الاخر لا احد يعرف شئ عن الطبيب المهذب بشار الاسد الابن الاكبر للرئيس ... فجأة ينسدل الستار تدريجياً من تحت قدم باسل ويتم تلميع اخوه بشار الذى يحظى بقبول ويعد وجه جديد غير محترق ... يكتمل الامر بموت باسل الاسد فجأة ومشاهد لبكاء بشار على اخيه ... الناس يتعاطفون معه أكثر ... الفيلم العربى يتم قطعة لبث أهم الانباء ... يموت حافظ الاسد فجأة ويهتف الناس بحياة بشار الابن الاكبر له .
لا أستطيع أن اربط المشاهد ببعضها جيداً .. فى النهاية أنا لاامتلك أكثر من مجرد رأى ... رأى بسيط ومتواضع ... أتسائل هل حقاً يكرهنا كل العرب ؟؟؟ والسؤال يفرض سؤالاً آخر ... لماذا يكرهنا العرب ؟؟؟ وهنا لابد من ظهور سؤال جديد ولماذا يحبوننا العرب ؟؟؟ ... ماذا تقدم مصر حاليا للعرب لكى تحبنا عليه غير محاولات متكررة ودائمة للسخرية منهم فى اعلامنا ومنتدايتنا الالكترونية وانسحاب كامل من اى دور اقليمى لمصر فى المنطقة – أتحدث هنا عن الدور الرسمى المصرى وليس الشعبى - ... السؤال الذى يفرض نفسه هنا ايضاً هل يكرهنا كل شعب الجزائر حقاً ؟؟؟ ... والسؤال الاخر لماذا يحبنا شعب الجزائر وقد وصلته اخبار عن قتل الجزائريين بمصر قبل المباراة ؟؟؟ ... والسؤال الاخير ، هل كنا جميعاً ضحية ؟ .
أكاد اتخيل المشهد المستقبلى لتبعات ماتش كرة القدم البائس الذى دار فى السودان ... أتخيل ما سيحدث وكأنى اشاهده على شاشة سينما كبيرة تمتد لتشمل الافق كله ... سوف يأتى موعد الترشح لأنتخابات الرئاسة الجديدة ... سيظهر جمال مبارك ليعلن انه لن يترشح كما وعد وانه لا يرغب فى ذلك ... وسينشر أنباء عن حيرة الحزب فى ترشيح كادر بديل ... حينها سنفاجئ جميعا بالاعلام كله بما فيه القنوا ت المستقلة ... ستتحدث عن ان علاء مبارك مخضرم سياسياً وأنه أفضل المؤهلين بعد جمال ... فجأة سنكتشف انه كان عضو لجنة السياسات منذ عشرة أعوام وسيتحدث الجميع عن الدم الجديد الذى يحمله الابن الاكبر للرئيس ... وكأننا نشاهد إفيه كوميدى "بلاها نادية ، خد سوسو"... وسرعان ما سيأتى يوم الترشح معلناً الحزب مرشحه الجديد الذى اتفق مسبقاً الناس على التعاطف معه بعد موت ابنه ... واتفق الناس على وطنيته وصدقه – لا أحمل اى اتهام ضده بعدم الوطنية - وسيخرج كل موظفى الحكومة فى سيارات الوزارات والهيئات وسيخرج الجيش فى ملابس مدنية مصطحبين معهم زوجاتهم ليهتفوا بحياة "علاء الأسد " كما حدث مع بشار الاسد ..... كلهم سيهتفون وسينسوا أن ابن الرئيس لا يجب أن يكون الرئيس فى جمهورية حرة .
اليوم نحن كسبنا وطنية كروية وانتماء وهتاف من أجل مصر وحرقنا علم الجزائر فى نفس اللحظة التى جاءت فيها انباء عن ضرب الشريط الحدودى لمصر مع اسرائيل ولا اعرف مدى صحتها حتى الان ... كسبنا وطنيتنا وخسرنا الجزائر وخسرنا السودان ... حرقنا العلم الجزائرى ولم نقرأ بيان المثقفين الجزائريين الذى صدر بعد ما حدث من اعتداء على المصريين فى السودان والذى تبرأ فيه المثقفون الجزائريون من كل افعال العنف والبربرية واتهموا النظام الجزائرى الفاسد انه السبب واكدوا ان الشعب نفسه ليس شريك فيما حدث ... افترض معى ان هناك مائة الف جزائرى متعصب ... افترض معى ان هناك مليون جزائرى متعصب ولكن لا تتهم الشعب كله ... افترض أن النظام متخاذل وانهم اطلقوا المجرمين ليحطموا شركات المصريين هناك وليروعوا الاسر المصرية وافترض معى انهم نظموا لكل ما حدث فى السودان ولكن من فضلك لا تتهم الشعب نفسه ... تذكر ان المصريين كلهم كانوا يصرخون من اجل غزة وكان النظام وحده يغلق امامها المعابر ... من قال حينها ان الشعب المصرى ضد غزة ؟؟؟؟ .
اليوم تناقلت كل وكالات الانباء العربية والعالمية مشهد حرق علم الجزائر امام السفارة ولم تنقل أى وكالة انباء صورة واحده عن اعتداء جزائرى على المصريين فى السودان ... هل يبدو هذا منطقياً ؟ .. أم ان هناك مؤامرة كبرى لتقييد دور مصر بين العرب وتعميق الشعور بالكراهية .
ربما أنكم ستتهمونى بعدم وطنيتى لأنى لم اشارك فى الحرب القائمة ... اتمنى أن نأخذ المسار الصحيح فى رد حقنا من المخطئين فقط ... لكنى فى النهاية لن انساق وراء دعوى أحد الاصدقاء بالبحث عن الجزائريات فى مصر واخذهم كسبايا حرب .
أحمد مهنى
للمتابعة على الفيسبوك
هناك 3 تعليقات:
الله عليك يا بةحميد .. بسم الله ما شاء الله عليك .. قدرت تفهم اللي هيحصل لسنتين قدام وتقرأ ما بين السطور .. تحية جامدة لقدرتك على التحليل بجد
معكم حق مقال يستحق القراءة
أضحكني للغاية هذا السيناريو الجديد والبعيد عن الأذهان- قريب إلى الواقع - إلى حد كبير، وبالأخص حين استحضرته بشكل سينمائي، حيث تألق فيه أبطال السيناريو وأبدع كلا منهما في أداء الدور المحدد له، وارتفعت فيه الحبكة الدرامية التي لا يمكن التشكيك فيها أو افتراض نظرية المؤامرة التي سيقابل معتنقها في هذه الفرضية بإجابات من قبيل (وسعت منك أوي، بطل افترا يا أخي، هو يستاهل فعلاً أنه يكون كده - انتا مشوفتوش كان بيضرب علشان مصر إزاي؟؟!!)
إرسال تعليق