نظرية المترو
عندما أمكث فى طريقى المعتاد عائداً كنت او ذاهباً من ذلك المشوار الطويل ... رحلة هى بكل المقاييس ... حوالى 25 محطة مترو أقضيها يومياً وعادة ما أفضل أن أجلس بجوار النافذة أستطلع مع سرعة المناظر التى تمر امام عينى كل حياتى وكأنها تمر امام عينى أيضاً .. الف فكرة فى الثانية ربما أكثر اعتدت ان اتوصل الى نظرياتى الخاصة وأنا انظر من تلك النافذة التى تشبه كل النوافذ فى كل العربات ... نظريات فى الفلسفة فى الكيمياء فى الادب فى المجتمع وفى السياسة ولكن اليوم واليوم فقط اعتقد انى توصلت الى نظرية هامة وهى نظرية المترو ... عندما تنظر من نافذة المترو وبجوارك مترو آخر يتحرك انت تشعر بأنك انت الذى تتحرك وترتقب حركة المترو الاخر وهو يشق طريقه عبر الافق وانت تتخيل انك انت الذى تعبر فى الاتجاه المعاكس ولولا أن عربات المترو محدودة وتنتهى بسرعه وتدرك سريعا انك واقفاً مكانك وان قطاراً آخر كان يسبقك الى طريقه المعاكس لكنت ظللت تنظر الى عربات المترو وهى تتحرك معتقداً انك تتقدم ... نفس الفكرة فى حياتى العامة وانا أظن اننى اتقدم فى السن واكبر لأتزوج وانجب واموت او اظل فى الحياة كهلاً لا ادرك حقيقة ما يحدث فى الحياة وهى أن الزمن والعالم يتغير ويمضى من حولى بينما انا فى ثباتى العميق انتظر قدوم المحطة التى اهبط فيها بغض النظر عن موعد قدومها حتى لو تأخرت الف ثانيه تموت فى كل ثانيه منها الف فكرة امكث كثيرا افكر فى بعد وصولى الى المحطة هل الموت وحده يكفى ؟ !!! ... تصارعنى افكارى وحنين يتأجج داخلى هل سيتذكرنى الاخرون ام سيمضى كل منهم فى طريقه ربما أبنائى يتذكرونى بيتهيألى إن الواد حمزة الكبير هو اكتر واحد هيفتكرنى ويمكن يحيى كمان بس أكيد البت ضحى هتفتكرنى علطول ولما يتجوزوا يمكن يحكوا لعيالهم عنى ويمكن يكون المترو اتجدد وبقى سريع زى بتاع أوربا ... انا عارف انى بقالى كتير مركبتوش من ساعة اخر مرة سافرت فيها انجلترا الله اعلم ايه اللى هيحصل بس اكيد الموت وحده مش كفايه أعتقد ان زوجتى العزيزة مش بتكرهنى انا حاولت اسعدها طول عمرى عشرين سنه جواز هى كانت زميلتى فى الجامعه واتجوزنا عن حب كانت نعم عون لى وقفت جنبى كتير مكنتش بحس بالراحه غير لما تكون راسى على رجلها بيتهيألى انى رومانسى زيادة عن اللزوم ومعرفش الرومانسية دى كانت بتناسبها ولا لأ , يــــــــــــــــــــــــاه خلاص المحطة قربت معادش فى حاجه فى حياتى تحسسنى ان الموت لوحده كفايه .... اجمع اشيائى وانظر الى الشمس وهى تموت فى هدوء عبر الافق وامسك فى المقبض المعدنى للمترو بيد مرتعشة واعبر طريقى عبر الزحام لأنزل فى محطة المطرية نعم انها هى نفس المحطة التى انزل بها كل يوم ... ولكن أتسآئل عن رعشة يدى بالرغم من انى شاب لم اتجاوز الواحد وعشرون عاماً ربما ما تأملته أمام نافذة المترو جعلنى اشعر انى حقاً رجل عجوز ولكن ما اشعر به حقاً انى اشتاق الى حمزة ويحيى وضحى أتمنى أن اتزوج سريعا حتى انجبهم ان شاء الله
هناك تعليق واحد:
لا أصدق مدى ارتباطي النفسي بالمترو
قد يكون لأنه فتح أمامي عالم القاهرة وكنوز الآثار فيها لأني أخاف ركوب التاكسي لجهلي بطرقات المحروسة فسهل لي مترو الأنفاق تحديدا
لنكم سكان القاهرة تقولون على الترام مترو برضه
وبالنسبة لي الشباك شئ مهم جدا في جميع المواصلات خاصة الاتوبيس والقطار عند السفر
ياااه كم أحب نوافذ الحياة
تحياتي
إرسال تعليق